الحماية الدولية للممتلكات الثقافية أثناء النزاعات المسلحة
Article By : معتصم صبحي سالمه جندية
تهدف هذه الورقة البحثية لتوضيح مسألة حماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاعات المسلحة وهي إحدى أنواع الحماية التي يوفرها القانون الدولي والاتفاقيات الدولية بشكل عام للتراث الحضاري للأمم وشعوب العالم، والقانون الدولي الإنساني بشكل خاص الذي نص على حماية الممتلكات الثقافية لكونها ممتلكات مدنية وليس عسكرية لأنها مرتبطة بالإنسان تعبر عن ذاتيته الوطنية وحضارته الثقافية التاريخية. إلا أن تطور القانون الدولي الإنساني خفف من حدة هذا المفهوم من حيث أن التدمير المتعمد للأعيان الثقافية أصبح بمثابة جريمة حرب. وسوف نتطرق إلى الحماية الدولية للممتلكات الثقافية في النزاعات المسلحة موضوع بحثنا من خلال تعريف الممتلكات الثقافية، والنظام القانوني لحماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاعات المسلحة، وآليات الرقابة على تطبيق الأحكام المتعلقة بحماية الممتلكات الثقافية. الكلمات المفتاحية: الحماية الدولية، النزاعات المسلحة، الممتلكات الثقافية، القانون الدولي الإنساني. المقدمة عانت الأمم على مر العصور من ويلات الحروب والدمار وغيرها من صور النزاعات المسلحة ولم تتوقف تلك المعاناة عند حدود الإضرار بالإنسان وممتلكاته الشخصية الخاصة وممتلكات الدولة العامة، بل امتدت إلى الثقافة والتراث الحضاري للأمم ، وتعتبر الممتلكات الثقافية في ذاتها مجالا للدراسة بالنسبة للحماية التي يجب أن تتمتع بها من تلك الويلات والمخاطر الأخرى كالسرقة والنهب والسلب والتخريب والقصف أثناء النزاعات المسلحة، وعليه بدأ القانون الدولي بالإهتمام بحماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاعات المسلحة مع بداية القرن العشرين عندما سعت البشرية إلى وضع قواعد قانونية للتخفيف من ويلات النزاعات المسلحة وما تخلفه من تخريب ودمار يلحق بالإنسان والممتلكات الثقافية العامة للدولة.